أسباب وعلاج وعلامات صعوبة البلع عند مريض الزهايمر

يتلازم سوء التغذية مع مريض الزهايمر نظرًا لطبيعة هذا المرض الذي يؤثر على الذاكرة بشكل كبير؛ فقد ينسي مريض الزهايمر أن يتناول الطعام، وقد يفقد بمرور الوقت مهارات إعداد الطعام وتناوله.

لذا يجب على الأشخاص المقربين له أن يذكروه دائما بتناول الطعام، ويتابعونه أثناء التناول لأنه بمرور الوقت تحدث صعوبة في البلع عند مريض الزهايمر .

من أكثر المشكلات التي تواجه مريض الخرف أو الزهايمر مع تقدم العمر؛ هي صعوبة تناول الطعام.

فمع زيادة العمر تجف أفواهنا وتتأثر حواسنا، فيتغير الشم ويتغير التذوق، كما تحدث بعض مشكلات الأسنان، وكلها أشياء يمكن أن تتسبب في حدوث مشاكل في البلع وتناول الطعام والشراب عند كبار السن.

وقد أثبتت معظم الدراسات أن نصف الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر يعانون من مشكلة في المضغ أو البلع وتزداد بمرور الوقت، وقد يتطور الموضوع ويصبح مخيفًا للغاية بالنسبة لمريض الزهايمر أو الخرف، فقد يختنق أثناء تناول الطعام ولا يستطيع البلع.

سنتعرف هنا عبر هذا المقال على كيفية التعامل مع صعوبة البلع عند مريض الزهايمر ، وأفضل الطرق لمواجهة هذه المشكلة.

أسباب حدوث صعوبة البلع عند مريض الزهايمر

  • قد يكون لدي مريض الخرف قرحة في الفم أو اللثة، وبالطبع يمكن أن يسبب ذلك ألم وصعوبة في مضغ الطعام.
  • قد يكون لدي المريض مشاكل بالأسنان، فقد تتسبب الأسنان الحساسة أو فقدان بعض الأسنان أو الألم المصاحب لتسوس الأسنان في حدوث مشاكل البلع عند مريض الزهايمر ، وكذلك عندما تكون أطقم الأسنان غير مناسبة لفم المريض.
  • قد تسبب بعض الأدوية التي يتناولها مريض الزهايمر جفاف الفم، مما يسبب صعوبة في البلع والمضغ .
  • العدوى التي تسبب التهابات في الصدر أو الحلق، أو التهابات المسالك البولية يمكن أن تتسبب في مزيد من فقدان الشهية لدي مريض الخرف وصعوبة في البلع.
  • يصيب الخرف الجبهي الصدغي فص الدماغ المرتبط بالسلوك لدي المريض، ويمكن أن يسبب ذلك بعض المشكلات الملحوظة حول تناول الطعام.
  • يؤثر انخفاض مهارات وحواس مريض الزهايمر مع الوقت عليه؛ فينسى تناول الطعام، وقد يتركه بفمه لوقت طويل.
  • وجود مشتتات للانتباه أثناء تناول الطعام من تلفاز أو جوال بالقرب منه، أو أن يكون مكان الجلوس غير مريح؛ لذا يجب توفير مكان هادئ ومريح حتى يركز مريض الزهايمر أثناء تناول الطعام لتفادي صعوبة البلع لدي المريض.

علامات تدل على صعوبة تناول الطعام والشراب عند مريض الزهايمر

  • من علامات صعوبة تناول الطعام عند مريض الزهايمر وجود سعال أثناء أو بعد الأكل.
  • سيلاحظ القريب من المريض وجود صعوبة أثناء المضغ والبلع.
  • عندما تكون هناك حركة زائدة في الفك أو الشفة أو اللسان.
  • عندما يحدث تكتل للطعام في الفم دون أن يقوم المريض بمضغه.
  • عندما يرفض المريض ابتلاع أو بصق كتل الطعام التي بفمه.
  • ستلاحظ أيضًا أن المريض يتناول الكثير من الطعام بسرعة كبيرة على غير عادته.
  • قد يكون مريض الزهايمر لا يحب نوعية الطعام المقدمة له، أو أنه يعاني من ألم ما لا نعرفه.
  • قد يعاني من مشكلة في عضلات الفم التي تمكنه من ابتلاع الطعام، فهذا من الممكن أن يؤثر عليه ويجعله يسعل ويختنق؛ لأن الطعام أو الشراب في تلك الحالة قد يذهب إلى رئتيه.
  • من المعروف أيضًا أن مرضى الزهايمر ينسون بشكل كبير، فقد ينسي المريض أن يبتلع الطعام لفترة طويلة ويظل ممسكًا به في فمه.

مرض الزهايمر وتنظيم تناول الطعام

بعد التعرف على الصعوبات التي تواجه مريض الزهايمر عند بلع الطعام، سنتعرف على أفضل الطرق للتعامل مع صعوبة البلع لدي مريض الزهايمر

مبدئيًا لا يوجد حل واحد يناسب الجميع نتيجة لاختلاف طبيعة المرض من مريض لأخر، ولذلك فمن المهم أن يقوم أحد أفراد الأسرة بمراجعة الطبيب المعالج ، وأخصائي التغذية لوضع جدول غذائي لمرضى الزهايمر.

  • يجب أولًا أن يكون مقدم الوجبات لمريض الزهايمر صبورًا، ويتقبل فكرة أن أوقات الوجبات قد تطول كثيرًا عن ذي قبل.
  • يجب تقديم الطعام اللين الذي يسهل مضغه وبلعه؛ حتى يستطيع المريض تناوله دون أن يتعرض لخطر الاختناق.
  • يمكن استخدام بعض الأواني الصغيرة، وشراء الأكواب المصممة خصيصًا للمرضى، والتي تسمح لهم بالشرب مع إبقاء الذقن لأسفل.
  • يجب إختيار النكهات القوية في الوجبات بدلاً من النكهات اللطيفة، حيث أن تلك النكهات القوية تحفز الدماغ لدى مريض الزهايمر وتساعده على الابتلاع بشكل أكثر سلاسة، وكمقدم للرعاية عليك أن تحاول أيضًا تقديم مجموعة متنوعة من الأطعمة الساخنة والباردة في وجبة واحدة.
  • يجب التأكد من أن مريض الزهايمر يجلس في وضع مستقيم ومريح وهادئ، وذلك لمنع تشتت انتباهه قدر الإمكان قبل أن يبدأ في تناول الطعام.
  • يجب تجنب وضع المواد الصلبة الصغيرة مثل؛ الذرة الحلوة أو الفول السوداني أو البازلاء أو الأطعمة الصعبة في البلع مثل الكرنب أو اللحم المقدد وغيرها.
  • يمكن لمقدم الرعاية لمريض الزهايمر الحصول على المشورة من الطبيب أو أخصائي التغذية؛ حول كيفية استخدام السوائل في الأطعمة؛ لجعلها أسهل في البلع.

متى يذهب مريض الزهايمر إلى الطبيب على الفور ؟

إذا ظهرت تلك الأعراض على مريض الزهايمر يجب عليه الذهاب إلى الطبيب على الفور  :

  • إذا لاحظنا أن المريض لا يتنفس بشكل طبيعي.
  • إذا كان يعاني من حمى وقشعريرة ملحوظة.
  • أذا لاحظنا أن نبضات القلب أو درجة الحرارة أو ضغط الدم لا يعملون بشكل طبيعي، خاصًة إذا كان المريض يتنفس بسرعة كبيرة.
  • إذا انتابته نوبة سعال مفاجئ وخطيرة، يحدث معها تغيير في صوته.
  • إذا لاحظنا أن المريض يتألم بشدة عند بلع الطعام.
  • إذا رفض تناول بعض الأطعمة أو المشروبات، وقام ببصق الطعام.
  • إذا انتابه النعاس أثناء تناول الوجبات، أو بدأت عينيه في الدموع وحدث سيلان بالأنف أثناء الابتلاع أو بعده مباشرةً.
  • إذا كان لدى المريض حمى أو إسهال أو قيء أو عرق كثير.
  • إذا لاحظنا وجود جفاف في الفم أو الأنف أو العينين لدى المريض.
  • إذا لاحظنا أن تبوله قليل جدًا، أو أنه لم يتبول لمدة ثمان ساعات أو أكثر.
  • إذا لاحظنا أن لسان المريض جاف، وبه تشققات ملحوظة.
  • إذا كان معدل ضربات القلب أسرع من 100 نبضة في الدقيقة.
  • أن يكون مريض الزهايمر ليس في حالته الطبيعية، فيكون أقل يقظة من المعتاد أو أكثر حيرة من المعتاد.
  • إذا كان المريض يتحدث بصعوبة بالغة ولا يستطيع الكلام.
  • إذا ظهرت عليه علامات الضعف وأصبحت عينيه غارقة للداخل بشكل ملحوظ.
  • أيضًا يجب الاتصال بالطبيب إذا كان بول المريض أصفر داكن.
  • وإذا لم يشرب ما يكفي من السوائل التي تلبي احتياجاته.

علاج صعوبات البلع عند مريض الزهايمر

حتى يمكن التخلص من صعوبة البلع عند مريض الزهايمر يفضل إتباع النصائح التالية أثناء طهي وتقديم الطعام للمريض.

  • يفضل طبخ الطعام لفترة أطول، ثم مزجه بالشوكة أو خلطه في الخلاط، حتى يصبح أكثر ليونة ويسهل بلعه.
  • يجب ألا نضع للمريض أطعمة مختلطة من السوائل والمواد الصلبة، مثل الحليب أو الحبوب؛ لأنها يمكن أن تجعل الاختناق أكثر احتمالًا لدي المريض.
  • من الأفضل تقديم وجبات صغيرة للمريض على مدار اليوم.
  • يجب على مقدم الرعاية لمريض الزهايمر أن يذكرهم بالبلع، لأنهم قد ينسون، ويتأكد من أن أفواههم فارغة قبل أن يدعوهم لاستكمال طعامهم مرة أخرى.
  • تقديم الأطعمة اللينة مثل اللحوم والخضروات المخلوطة ناعماً مع الصلصات الناعمة، والحلويات واللبن لهم، يعتبر أمر صحي ومفيد في التخلص من صعوبة البلع لدى مريض الزهايمر
  • جرب مع مريض الزهايمر تناول اللحوم والخبز المطحون المبلل، والفواكه والخضروات المطبوخة.
  • يجب على مقدم الرعاية أن يتجنب تقديم الأطعمة اللزجة لمريض الزهايمر، مثل زبدة الفول السوداني، أو الأطعمة الحارة جدًا أو الباردة.
  • يجب على مقدم الرعاية لمريض الزهايمر أن يصطحبه إلى عيادة طبيب الأسنان لعلاج ألم الأسنان، وتركيب الأسنان المفقودة، كما يجب عليه مساعدتهم في تنظيف أسنانهم قبل تناول الوجبات.
  • يمكن لمقدم الرعاية لمريض الزهايمر التعاون مع أخصائي علاج النطق لتقوية عضلات البلع لدى مرض الزهايمر، وممارسة بعض التمارين البسيطة التي من شأنها أن تسهم في تقوية تلك العضلات.

دائما وأبدا يجب أن يكون مقدم الرعاية لمريض الزهايمر أو الخرف صبورًا إلى حد كبير، ومرن ومتمرس، وأن يستعين بالطبيب المعالج وأخصائي التغذية للحصول على النصيحة المفيدة في علاج و تغذية مريض الزهايمر .